قال فضيلة الشيخ د. علي جمعة مفتي الجمهورية ردا على تساؤل خاص بالمضاربة والبيع والشراء في البورصة بــ"لو كانت Speculation أو مضاربة يبقى حرام ولو غير كده حلال"!، ومع توضيح السائل لكيفية تعامله مع بيع وشراء الأسهم قال له الشيخ: "أنت عاوزني أقول لك حلال، وأنا مش هاجاوبك برضه علشان أنا المفتي ومحدش يضحك على المفتى"، وتابع: "ماتسألنيش يعني إيه Speculation علشان أنا ما أعرفش".
كما أجاب الشيخ جمعة، على سؤال إحدى الحاضرات في محاضرته التي ألقاها في مكتبة مصر الجديدة أمس الأول: "هل يمكن تعيين أمينة لدار الإفتاء؛ لكونك مناصرا للمرأة؟"، وبوجه ضاحك قال: الدين هو الذي يناصر المرأة وأنا أطبق هذا الدين، موضحا أنه الولد الوحيد في بيته، وله ثلاث بنات، ويقدر أخواته ويحبهن بقدر كبير، إلا أنه لا يمكن وصفه بمناصرة المرأة، وأضاف، إذا استطاعت المرأة أن تصل بمستويات العلم ما يؤهلها لأن تكون أمينة للفتوى، "فأهلا وسهلا"، ولكن حتى يأتي الوقت الذي تظهر فيه هذه السيدة لن نبحث عنها لمجرد تعيين سيدة أمينة للإفتاء، وأشار د. جمعة إلى أن 90 امرأة في الإسلام تولت الحكم ولكن لا نعرف منهن سوى شجرة الدر فقط، وهذا دليل على أن المرأة تولت مناصب قيادية في الحكم والقضاء والحسبة في التاريخ الإسلامي.
وعن تعدد الزوجات في الدين الإسلامي، قال إنه وارد في الشريعة بنص قرآني، وكان الأصل في اليهودية تعدد الزوجات، ولكن هذا التعدد له ضوابط ومقاصد، وحياة النبي ليست كحياة باقي البشر، ولو أن واحدة فقط من زوجات النبي قامت بتوثيق سيرته وحياته لم تكن لتصل إلينا دقائق حياته بكل هذا القدر من الدقة والصواب، ولكن وصلت إلينا سيرته الكاملة بقدر كبير من الدقة والشمول لقيام زوجاته التسع بتوثيقها، وهذه خاصية خص بها الله رسوله.
"هل صحيح أن أغلب المعذبين في النار من النساء"؟، كان هذا تساؤل آخر طرحته إحدى الحاضرات، وبنفس الابتسامة أجابها الشيخ جمعة: "الرجال قبل النساء كمان، ولكن دعونا نعمل على ألا تمس النار أحدا منا"، ثم قال: إن النار سيدخلها الاثنان معا.
وعن جواز ارتداء المرأة للبنطلون، قال الشيخ والابتسامة لا تزال ترتسم على وجهه: "أسئلة غريبة وعجيبة"، ثم أجاب: إن هناك حديثا عن الرسول ولو كان ضعيفا -على حد قوله: "رحم الله المتسولات من أمتي"، ثم تابع البنطلون أكثر سترة للمرأة ولكن يجب إن يكون واسعا وألا يشف وليس "استرتش".
و"ماتلبسيهوش" كانت إجابة عن سؤال إحدى الحاضرات حيث يفرض عليها زوجها ارتداء النقاب، وعن سؤال حول عمل المرأة في جراحة القلب، قال الشيخ يجوز لها العمل في هذا المجال الصعب إذا استطاعت، وأجاز المفتي عدم خروج الزكاة من الأموال المدخرة للزواج.
وأجاز الشيخ جمعة زيارة المقابر في الأعياد وغير الأعياد، ولكن على سبيل البشرى والفرح وليس على سبيل النكد والبكاء في هذه المناسبات السعيدة، اقتداء بالرسول الذي كان يحب البشرى والفرح.
وعن المرجعية الفقهية للطرق الصوفية، قال الشيخ: إن علم الفقه خاص بحفظ أركان الإسلام، وعلم التوحيد خاص بحفظ أركان الإيمان، والصوفية تعني حفظ أركان الإحسان، والإحسان يعني الأخلاق، وأشار إلى إن مساحة الأخلاق في عقيدة الإسلام تصل إلى 95%، فيما مساحة الـ5% هي للفقه والعقيدة، لهذا لا يمكن هدم التصوف؛ لأنه أحد الأجزاء المهمة في الدين الإسلامي المختص بحماية أحد مبادئ الشريعة وهي أركان الإحسان.