عائلتنا كلها تسير على نهج واحد، لا للحيوانات الأليفة، ليه!! متعرفش.. كل حيوان وليه سبب وجيه يخلي دخوله البيت ممنوعًا منعاً باتاً.. الكلب نجس.. والقطط غلط على البنات وكمان بتقطع فرش البيت.. والعصافير بتنقل إنفلونزا الطيور.. حتى السمك ممنوع.. والنباتات كمان ممنوع زراعتها في البلكونة ما هي ممكن تقع من على سور البلكونة تفتح نافوخ حد وتجيب لنا مصيبة.. وكمان السلاحف لأ عشان ماما بتقرف من شكلها، ومرة أختي اتفقت مع محل لبيع الحيوانات على إنه يجيب لها سلحفاة وحددت ميعادً مع البائع تستلم فيه ربّة الصون والعفاف لكن ماما حلفت إن لو الكائن ده دخل البيت هترميها من البلكونة (وبصراحة معرفش كانت تقصد مين بالضبط السلحفاة ولا أختي).. لدرجة إن أختي من كتر حبها للحيوانات ويأسها من موافقة ماما بقت تربِّي عناكب في برطمانات زجاجية!! وكانت بتصطاد الحشرات وتحطها للعناكب، وحتى العناكب ماما ما كانتش مهنياها عليهم برضه كانت بتفتح البرطمان وترمي لها العنكبوت من البلكونة أو تغرّق البرطمان ميّه لحد ما العنكبوت المسكين يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه النفسية، وقبل جراحه متأثراً بالفيضان المفتعل بيد السلطات الأمنية.. واستسلمنا لسنوات، كان الموضوع ده بيتفتح كل فترة بالمحايلة والاستعطاف ويتقفل بخناقة.. والحياة ماشية...
في يوم خميس توجهنا إلى شبرا الحبيبة حيث يوجد بيت العائلة واللي كلنا متعودين نتجمع فيه في الميعاد ده كل أسبوع ونبات كلنا مع بعض ونمشي يوم الجمعة بالليل، والبيت قاعد فيه خالي اللي مش متجوز لأنه آخِر العنقود ..المهم رُحنا يوم الخميس ده ولقينا قطة صغيرة فرحنا بيها كلنا وتجاهلنا كل تعليمات القيادات العليا بعدم لمس هذا المخلوق الضعيف اللطيف واللي من وجهة نظرهم وَحش مخيف من الجراثيم الضارة.. وبقينا كل أسبوع نلعب مع القطة صاحبتنا أحياناً من وراء أهلنا وأحياناً كثيرة أمام أعينهم على سبيل العند المتوارث عبر أجيال العائلة الصعيدية قلباً وقالباً.. وشُفناها بتكبر شهر ورا شهر وخالو بيتمسِّك بيها أكتر لأنها مسلِّياه وكان مسميها "سمسم"، وكانت القطة بتنام تحت رجليه وبتفهم كلامه وأول ما ينده تكون عنده وتقعد تلعب معاه بالساعات ولو بيهزر مع واحد صاحبه هزار تقيل شوية تنط على صاحبه زي الأسد على اعتبار إنها بتدافع عن الراجل اللي آنيها ف بيته.. وهو في المقابل كان بيعتني بيها ومش بيخلي حد من أطفال العيلة يضايقها، وكمان كان بيجيب لها أكل كويس لأنها كانت لازم تاكل من نفس نوع الأكل اللي بياكله لأنها مش حاسّة إنها قطة عاملة نفسها بني آدم يعني، لدرجة إننا مرة شُفناه جايب لها كفتة زي ما كان جايب لنفسه وساعتها قعدنا كلنا ننونو ونقول له إحنا قطط خدنا ربينا...
وفي بداية الربيع اللي فات وبالتحديد في منتصف فبراير، لاحظت وجود انتفاخ في بطن القطة فقلت لخالي الظاهر إن القطة دي حامل، قال لي لأ طبعاً دي بس عشان واكلة بلوبيف إمبارح، ماشي.. وبعد أسبوع رحت لقيت بطن القطة كبيرة برضه، فقلت لخالي شكلها حامل بجد، قال لي يا بنتي حامل إيه!! ده قط ذكر يعني، وحتى لو أنثى أنا قطتي ما تعملش كده أبداً قطتي شريفة عفيفة لم يمسسها قِط، قلت له حقك على راسي يا باشا أنا غلطانة.. وفات أسبوع كمان ورحت الاجتماع الأسبوعي للعائلة كالعادة، وأنا واقفة في المطبخ لقيت القطة جت وبدأت تلف حولي وتقرب جسمها مني وكأنها تستنجد بي، ولأن دراستي علمية ولأني كمان بنت ولي دراية ببعض أمور الإناث باختلاف أصنافهن فهمت إن القطة في حالة وضع ومحتاجة لمساعدة بس لحد هنا وأنا استوب.. أكتر من كده ماليش فيه، رحت قلت لخالي قال لي لأ طبعا قلت لك ده قط ذكر، وبَص عليها وقال لي ماهي زي الفل آهي!! قلت له إنت عايز القطة تنطق وتقول لك على اللي فيها؟!! قال لي قُط لو سمحتِ.. شوية وبدأت القطة يبان عليها فعلاً الحالة اللي هي فيها وبطريقة واضحة ومش محتاجة خبرة، لما خالي شافها قال آه صحيح طلعت أنثى وأنا اللي كنت واثق فيها، ياللا جتها القرف أول ما تقدر تمشي هامشِّيها، أنا قرفت منها خلاص، وإحنا قعدنا نقول له خلاص بقى معلش سامحها إنها خانتك وعملت عملتها دي، فقال أنا مش زعلان إنها حامل أنا زعلت عشان كنت فاكرها ذكر وطلعت في الآخر أنثى.. المهم، الصبح لقينا القطة نايمة وجنبها أربع قطط صغيرين قوي -ما شاء الله- شكلهم جميل سبحان الله على رقتهم.. أسبوع والتاني والقطط الصغيرين كبروا وخالي وزّعهم على بعض أصحابه وجيرانه بعد ما كل اللي قال مننا أنا هاخد واحدة مامته رفضت..
بعد شهرين مكنتش مصدقة عينيا لما شفت على القطة نفس الأعراض والمرة دي جابت خمس قطط كان مصيرهم زي اللي قبلهم.. ومن شهر ونص كده برضه القطة عملت نفس العملة السودا مش بس كده لأ دي المرة دي عملت عملتها في دولاب خالي عشان الجو بدأ يبقى برد -يعني هي تولد في البرد!! البني آدمين دول عليهم حاجات عجيبة والله- بس المرة دي بقى الظاهر إنها اتحسدت ما جابتش غير تلاتة بس، إنما إيه أشقيا موت.. خالو سمّاهم "البرنس" و"بيبو" و"سمسم" زي فيلم كده رضا وده باعتبار إنهم برضه مُذكرين.. وبعد ما خالي رمى هدومه اللي الست قطة هانم عملت عملتها عليهم مسكها من ودنها وقال لها: "إنتِ إيه قولي لي.. ما وراكيش إلا الحمل والولادة والأكل على حسابي؟!!.. أنا عارف إنك بنت عفاريت وبتفهمي الكلام كويس.. موسم تكاثر القطط خلص خلاص وإنتِ شغّالة الله ينور.. عارفة لو ولدتِ تاني هارميكِ في الشارع آخر مرة تولدي فيها.. إنتِ قط.. ذكر.. فاهمة ولاّ أقول كماااان!! قط.. ذكر.."
في يوم خميس توجهنا إلى شبرا الحبيبة حيث يوجد بيت العائلة واللي كلنا متعودين نتجمع فيه في الميعاد ده كل أسبوع ونبات كلنا مع بعض ونمشي يوم الجمعة بالليل، والبيت قاعد فيه خالي اللي مش متجوز لأنه آخِر العنقود ..المهم رُحنا يوم الخميس ده ولقينا قطة صغيرة فرحنا بيها كلنا وتجاهلنا كل تعليمات القيادات العليا بعدم لمس هذا المخلوق الضعيف اللطيف واللي من وجهة نظرهم وَحش مخيف من الجراثيم الضارة.. وبقينا كل أسبوع نلعب مع القطة صاحبتنا أحياناً من وراء أهلنا وأحياناً كثيرة أمام أعينهم على سبيل العند المتوارث عبر أجيال العائلة الصعيدية قلباً وقالباً.. وشُفناها بتكبر شهر ورا شهر وخالو بيتمسِّك بيها أكتر لأنها مسلِّياه وكان مسميها "سمسم"، وكانت القطة بتنام تحت رجليه وبتفهم كلامه وأول ما ينده تكون عنده وتقعد تلعب معاه بالساعات ولو بيهزر مع واحد صاحبه هزار تقيل شوية تنط على صاحبه زي الأسد على اعتبار إنها بتدافع عن الراجل اللي آنيها ف بيته.. وهو في المقابل كان بيعتني بيها ومش بيخلي حد من أطفال العيلة يضايقها، وكمان كان بيجيب لها أكل كويس لأنها كانت لازم تاكل من نفس نوع الأكل اللي بياكله لأنها مش حاسّة إنها قطة عاملة نفسها بني آدم يعني، لدرجة إننا مرة شُفناه جايب لها كفتة زي ما كان جايب لنفسه وساعتها قعدنا كلنا ننونو ونقول له إحنا قطط خدنا ربينا...
وفي بداية الربيع اللي فات وبالتحديد في منتصف فبراير، لاحظت وجود انتفاخ في بطن القطة فقلت لخالي الظاهر إن القطة دي حامل، قال لي لأ طبعاً دي بس عشان واكلة بلوبيف إمبارح، ماشي.. وبعد أسبوع رحت لقيت بطن القطة كبيرة برضه، فقلت لخالي شكلها حامل بجد، قال لي يا بنتي حامل إيه!! ده قط ذكر يعني، وحتى لو أنثى أنا قطتي ما تعملش كده أبداً قطتي شريفة عفيفة لم يمسسها قِط، قلت له حقك على راسي يا باشا أنا غلطانة.. وفات أسبوع كمان ورحت الاجتماع الأسبوعي للعائلة كالعادة، وأنا واقفة في المطبخ لقيت القطة جت وبدأت تلف حولي وتقرب جسمها مني وكأنها تستنجد بي، ولأن دراستي علمية ولأني كمان بنت ولي دراية ببعض أمور الإناث باختلاف أصنافهن فهمت إن القطة في حالة وضع ومحتاجة لمساعدة بس لحد هنا وأنا استوب.. أكتر من كده ماليش فيه، رحت قلت لخالي قال لي لأ طبعا قلت لك ده قط ذكر، وبَص عليها وقال لي ماهي زي الفل آهي!! قلت له إنت عايز القطة تنطق وتقول لك على اللي فيها؟!! قال لي قُط لو سمحتِ.. شوية وبدأت القطة يبان عليها فعلاً الحالة اللي هي فيها وبطريقة واضحة ومش محتاجة خبرة، لما خالي شافها قال آه صحيح طلعت أنثى وأنا اللي كنت واثق فيها، ياللا جتها القرف أول ما تقدر تمشي هامشِّيها، أنا قرفت منها خلاص، وإحنا قعدنا نقول له خلاص بقى معلش سامحها إنها خانتك وعملت عملتها دي، فقال أنا مش زعلان إنها حامل أنا زعلت عشان كنت فاكرها ذكر وطلعت في الآخر أنثى.. المهم، الصبح لقينا القطة نايمة وجنبها أربع قطط صغيرين قوي -ما شاء الله- شكلهم جميل سبحان الله على رقتهم.. أسبوع والتاني والقطط الصغيرين كبروا وخالي وزّعهم على بعض أصحابه وجيرانه بعد ما كل اللي قال مننا أنا هاخد واحدة مامته رفضت..
بعد شهرين مكنتش مصدقة عينيا لما شفت على القطة نفس الأعراض والمرة دي جابت خمس قطط كان مصيرهم زي اللي قبلهم.. ومن شهر ونص كده برضه القطة عملت نفس العملة السودا مش بس كده لأ دي المرة دي عملت عملتها في دولاب خالي عشان الجو بدأ يبقى برد -يعني هي تولد في البرد!! البني آدمين دول عليهم حاجات عجيبة والله- بس المرة دي بقى الظاهر إنها اتحسدت ما جابتش غير تلاتة بس، إنما إيه أشقيا موت.. خالو سمّاهم "البرنس" و"بيبو" و"سمسم" زي فيلم كده رضا وده باعتبار إنهم برضه مُذكرين.. وبعد ما خالي رمى هدومه اللي الست قطة هانم عملت عملتها عليهم مسكها من ودنها وقال لها: "إنتِ إيه قولي لي.. ما وراكيش إلا الحمل والولادة والأكل على حسابي؟!!.. أنا عارف إنك بنت عفاريت وبتفهمي الكلام كويس.. موسم تكاثر القطط خلص خلاص وإنتِ شغّالة الله ينور.. عارفة لو ولدتِ تاني هارميكِ في الشارع آخر مرة تولدي فيها.. إنتِ قط.. ذكر.. فاهمة ولاّ أقول كماااان!! قط.. ذكر.."