سأذكر لكم قصة أعظم خليفة فى بنى امية ، وهو عمر بن عبد العزيز، خامش الخلفاء الراشدين
أبوه وامه
_____
أبوه هو عبد العزيز بن مروان، وأمه ليلى بني عاصم بن سيدنا عمر بن الخطاب، وقد تعجب اذا غرفت انه ولد بحلوان - وهى ضاحية من ضواحى القاهرة - سنة 61 للهجرة، ولهذا نعده مصريا من المصريين، وان كان عربى الاصل
تربيته
___
تربى عمر تربية عز وكرم لأن أباه عبد العزيز بن مروان كان حاكما لمصر، وقعنى بتربيه كل العناية من الصغر . وأحضر له من علمه القراءة والكتابة والديانة، ولما كبر أرسله الى المدينه المنورة ليتم تعليمه بها . فاخذ العلم من اكبرالعلماء . وقدتأثر بما تعلم وما حفظ من القران الكريم، وما درس من الأحاديث النبوية والين الأسلامى . وصار عالما مؤمنا ايمانا صادقا وكان يشبه جده عمر بن الخطاب فى الزهد وحسن التفكير وعظمة الخلق ، والخوف من الله فى كل ما يقول وما يفغل وكان يحب ان يكون مثل خاله عبد الله بن عمر فى علمه وزهده، وصلاحه وتقواه
عمر ووفد التهنئة
_________
تولى عمر الخلافة سنة 99 من الهجرة، فتضايق لان فيها تبعات عظيمة ، وترك زينة الدنيا و زخرفها ، وجاء اليه الشعراء ليهنئوه بقصائدهم ، فلم يسمح لهم ، وقال لابنه : قل لهم : انى أخاف - انعصيت ربى- عذاب يوم عظيم .ولم يكن عمر بن عبد العزيزمثل غيره ممن سبقوهمن الخلفاء الذين كانوا يكرمون الشعراء كل الاكرام ليمدحوهم فى شعرهم ، فلم يعط جرير الشاعر الا اربعة دنانير وقال له : خذها فانها والله من مالى الخاص . فخرج من عنده وهو يقول للشعراء : جئتكم من عند خليفة يمنع الشعراء ، ويعطى الفقراء ، وانى عنه راض وجاء اليه وفود كا بلد لتهنئته فتقدم اليه وفد اهل الحجاز ، فقام منهم غلام للكلام . فقال له عمر : يا غلام يجب ان يتكلم من هو أكبر سنا منك . فقال الغلام : يا امير المؤمنين ، انما المرء بأصغرية : قلبه ولسانه . فاذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا ، فقد استحق الكلام . ولو كانت الامور بالسن لكان هاهنا من هو أحق منك بمجلسك هذا . فقال عمر : صدقت . تكلم ، فهذا هو السحر الحلال . فقال الغلام : يا امير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة ، لا وفد التعزية (بموت ابن عمك سليمان بن عبد الملك) . ولم يقدم احد منا اليك رغبة ولا رهبة ، لأننا قد امنا فى ايامك ما خلفنا ، وادركنا ما طلبنا . فاعجب عمر بكلامه وسال عن عمره ، فقيل له عشر سنين . فقال عملر هذا الغلام فوق مرتبته
عمر قبل الخلافة
_________
كان عمر وهو شاب يحب النعيم ، ويحسن اختيار الملابس الغالية ، والطعام اللذيذ، والجواد العربى الذى يركبه ، والعطر الذى يتعطر به مثل عيره من ابناء الامراء والعظماء
ماذا فعل عمر حينما تولى الخلافة ؟
___________________
كان خطباء المساجد يوم الجمعة يختمون خطبتهم بلعن الامام على بن ابى طالب -كرم الله وجهه- حتى يؤثروا فى الناس ، ويربوهم على كراهته وكراهة اولاده ، فامر عمر الخليفة العادل بترك هذه الجريمة القبيحة وان يختموا خطبهم بقول الله تعالى : " ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ، يعظكم لعلكم تذكرون" وقد حمعت هذه الآية الكريمة أحسن الفضائل التى يجب ان يبتعد عنها ، فهذاه اجمع آية فى القرآن الكريم للخير والشر
معاملته لزوجته واولاده
____________
وكان عند زوجته فاطمة بنت عبد الملك كثير والجواهر الغالية ، فحدثها فى التنازل عنها لبيت المال ، فاجابته الى رغبته ، بنفس راضية . وصارت مثلا كريما للتقوى والخوف من الله كزوجها . وذات يوم ارسلت اليه ابنته لؤلؤة ، ورجته ان يرسل اليها لؤلؤة اخرى مثلها ، لتجعلها فى أذنيها . فارسل لها جمرتين من نار ، وقال لها : ان استطعت ان تجعلى هاتين الجمرتين فى اذنيك ارسلت اليك لؤلؤة اخرى . وقد بلغه فى يوم من الايم ان ابنا له اشترى فص خاتم بألف درهم ، فامره ان يبيع هذا الخاتم ويتصدق بثمنه ويشترى خاتما اخر بدرهم وينقش عليه : رحم الله امرأ عرف قدره . ويحكى ان سيدنا عمر كان يقسم تفاحا للمسلمين . وحينما كان يقسمه ويفرقه على من يستحق ، أخذ ابن صغير له تفاحة ، فقام اليه عمر ، واخذ التفاحة من فمه ، ووضعها فى التفاح . فذهب الولد الى امه وهو يبكى فلما علمت السبب ، ارسلت الى السوق فاشترت له تفاحا . فلما رخع عمر شم رائحة التفاح فقال لزوجته : يا فاطمة هل اخذت شيئا من تفاح المسلمين؟ فاجابت : لا واخبرته بما حدث . فقال لها : والله لقد انتزعتها من ابنى ، فكانما انتزعتها من قلبى . لكنى كرهت ان اضيع نفسى بسبب تفاحة من تفاح المسلمين . رحمك اللع يا عمر
كتابة :- محمد يسرى الحداد
أبوه وامه
_____
أبوه هو عبد العزيز بن مروان، وأمه ليلى بني عاصم بن سيدنا عمر بن الخطاب، وقد تعجب اذا غرفت انه ولد بحلوان - وهى ضاحية من ضواحى القاهرة - سنة 61 للهجرة، ولهذا نعده مصريا من المصريين، وان كان عربى الاصل
تربيته
___
تربى عمر تربية عز وكرم لأن أباه عبد العزيز بن مروان كان حاكما لمصر، وقعنى بتربيه كل العناية من الصغر . وأحضر له من علمه القراءة والكتابة والديانة، ولما كبر أرسله الى المدينه المنورة ليتم تعليمه بها . فاخذ العلم من اكبرالعلماء . وقدتأثر بما تعلم وما حفظ من القران الكريم، وما درس من الأحاديث النبوية والين الأسلامى . وصار عالما مؤمنا ايمانا صادقا وكان يشبه جده عمر بن الخطاب فى الزهد وحسن التفكير وعظمة الخلق ، والخوف من الله فى كل ما يقول وما يفغل وكان يحب ان يكون مثل خاله عبد الله بن عمر فى علمه وزهده، وصلاحه وتقواه
عمر ووفد التهنئة
_________
تولى عمر الخلافة سنة 99 من الهجرة، فتضايق لان فيها تبعات عظيمة ، وترك زينة الدنيا و زخرفها ، وجاء اليه الشعراء ليهنئوه بقصائدهم ، فلم يسمح لهم ، وقال لابنه : قل لهم : انى أخاف - انعصيت ربى- عذاب يوم عظيم .ولم يكن عمر بن عبد العزيزمثل غيره ممن سبقوهمن الخلفاء الذين كانوا يكرمون الشعراء كل الاكرام ليمدحوهم فى شعرهم ، فلم يعط جرير الشاعر الا اربعة دنانير وقال له : خذها فانها والله من مالى الخاص . فخرج من عنده وهو يقول للشعراء : جئتكم من عند خليفة يمنع الشعراء ، ويعطى الفقراء ، وانى عنه راض وجاء اليه وفود كا بلد لتهنئته فتقدم اليه وفد اهل الحجاز ، فقام منهم غلام للكلام . فقال له عمر : يا غلام يجب ان يتكلم من هو أكبر سنا منك . فقال الغلام : يا امير المؤمنين ، انما المرء بأصغرية : قلبه ولسانه . فاذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا ، فقد استحق الكلام . ولو كانت الامور بالسن لكان هاهنا من هو أحق منك بمجلسك هذا . فقال عمر : صدقت . تكلم ، فهذا هو السحر الحلال . فقال الغلام : يا امير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة ، لا وفد التعزية (بموت ابن عمك سليمان بن عبد الملك) . ولم يقدم احد منا اليك رغبة ولا رهبة ، لأننا قد امنا فى ايامك ما خلفنا ، وادركنا ما طلبنا . فاعجب عمر بكلامه وسال عن عمره ، فقيل له عشر سنين . فقال عملر هذا الغلام فوق مرتبته
عمر قبل الخلافة
_________
كان عمر وهو شاب يحب النعيم ، ويحسن اختيار الملابس الغالية ، والطعام اللذيذ، والجواد العربى الذى يركبه ، والعطر الذى يتعطر به مثل عيره من ابناء الامراء والعظماء
ماذا فعل عمر حينما تولى الخلافة ؟
___________________
كان خطباء المساجد يوم الجمعة يختمون خطبتهم بلعن الامام على بن ابى طالب -كرم الله وجهه- حتى يؤثروا فى الناس ، ويربوهم على كراهته وكراهة اولاده ، فامر عمر الخليفة العادل بترك هذه الجريمة القبيحة وان يختموا خطبهم بقول الله تعالى : " ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ، يعظكم لعلكم تذكرون" وقد حمعت هذه الآية الكريمة أحسن الفضائل التى يجب ان يبتعد عنها ، فهذاه اجمع آية فى القرآن الكريم للخير والشر
معاملته لزوجته واولاده
____________
وكان عند زوجته فاطمة بنت عبد الملك كثير والجواهر الغالية ، فحدثها فى التنازل عنها لبيت المال ، فاجابته الى رغبته ، بنفس راضية . وصارت مثلا كريما للتقوى والخوف من الله كزوجها . وذات يوم ارسلت اليه ابنته لؤلؤة ، ورجته ان يرسل اليها لؤلؤة اخرى مثلها ، لتجعلها فى أذنيها . فارسل لها جمرتين من نار ، وقال لها : ان استطعت ان تجعلى هاتين الجمرتين فى اذنيك ارسلت اليك لؤلؤة اخرى . وقد بلغه فى يوم من الايم ان ابنا له اشترى فص خاتم بألف درهم ، فامره ان يبيع هذا الخاتم ويتصدق بثمنه ويشترى خاتما اخر بدرهم وينقش عليه : رحم الله امرأ عرف قدره . ويحكى ان سيدنا عمر كان يقسم تفاحا للمسلمين . وحينما كان يقسمه ويفرقه على من يستحق ، أخذ ابن صغير له تفاحة ، فقام اليه عمر ، واخذ التفاحة من فمه ، ووضعها فى التفاح . فذهب الولد الى امه وهو يبكى فلما علمت السبب ، ارسلت الى السوق فاشترت له تفاحا . فلما رخع عمر شم رائحة التفاح فقال لزوجته : يا فاطمة هل اخذت شيئا من تفاح المسلمين؟ فاجابت : لا واخبرته بما حدث . فقال لها : والله لقد انتزعتها من ابنى ، فكانما انتزعتها من قلبى . لكنى كرهت ان اضيع نفسى بسبب تفاحة من تفاح المسلمين . رحمك اللع يا عمر
كتابة :- محمد يسرى الحداد