تعالت الأصوات "مبروك..مبروك" لقد أتاك ولد ... فرح الأب كثيراً فذهب إلى زوجته وقال لها: أنظري نعمة الله فقد رزقنا بعد 8 سنوات بولد ..
ما رأيكِ بأن نسميه عبدالرحمن فقالت: أنه من أسماء ما حمد وعبد ومن الأسماء التي يحبها الله سبحانه...
فرجعوا إلى منزلهم مسرورين لما رزقهم الله بعد انتظاراً دام سنواتاً طويلة..وابو عبدالرحمن غمرته سعادة بهذا الولد فقام بتربيته بالتربية الحسنة في ضوء المبادئ الإسلامية...
فكبر عبدالرحمن حتى نطق بأبي وأمي فلم يمتلكهما الفرحه وكبر الابن وأصبح الأب يصطحبه إلى المسجد وإلى المجالس ..
وتمر السنين حتى أصبح الأبن منهمكاً في دراسته وهو الآن في مرحلته الأخيره الا وهي الثانوية العامة فوفروا له كل سبل الراحه والأم تسهر معه وهي تدعوا له بالنجاح والتوفيق
فقال عبدالرحمن لأمه في آخر يوم للامتحانات: أمي هل تعتقدين بأني سأنجح وأرفع رأسيكما وآتي بنسبة رائعه فقالت
له: يا بني تأكد بأنه تعبك لن يذهب هدراً وبما أنك تؤدي فروضك الدينية وتجتهد في الدراسة فلاتخف ياقرة عيني..
وها أتى يوم النتائج فذهب الأبن ليبشر والديه فدخل البيت بقبلتين على رأسيهما كما هو معتاد على تقبيلهما دائماً وقال لهما: إن فرحتي لاتسعني يا أجمل والدين في الدنيا فقد
أخذت النسبة التي تؤهلني لدراسة التخصص الذي أتمناه في الخارج وهذا بفضل الله عز وجل أولاً وبفضلكما ومهما عملت لكما لن أوفي حقكما
والوالدين في فرحة وفي الوقت ذاته الحزن يأسر قلبيهما لابتعاد ابنهما ..فقال الأب: هنيئاً لك يابني فإنك تستحق كل هذا، اذهب وصلي صلاة الشكر لربك واستخير قبل تقديم اوراقك..
وعند ذهاب عبدالرحمن قالت الأم: هل ستسمح له بالذهاب فإن قلبي لايحتمل فراقه..فقال ابو عبدالرحمن: وكيف لنا بأن نمنعه اذا كتب الله له الذهاب للدراسة في الخارج
استعيني بالله يا أم عبدالرحمن فالله معه ونحن بدعائنا له لن نتخلى عن أبننا البار بإذن الله
فجاء يوم السفر وعبدالرحمن كان في قمة السعادة وفي نفس الوقت حزين لترك والديه فهو يحبهما حباً جما ومتعلقٌ بهما كثيراً فودعهما بعدما قد ذرفت الأم تلك الدموع الغالية والأب كذلك..
فذهب الابن إلى الخارج وكان يكلم والديه باستمرار ولايستطيع أن يأتي في الإجازات وذلك بسبب المصاريف
فكان أبو عبدالرحمن وأم عبدالرحمن يدعون لابنهما ليلاً ونهارا حتى مضت السنوات وهما على هذا الحال
وكان الابن في آخر سنة له لم يستطع محادثة والديه لفترة من الزمن فقال في نفسه : سأفاجئ أبي وأمي ولن أخبرهما عن موعد وصولي حتى تكبر الفرحه
فرجع إلى المنزل وهو يمشي بخطواتٍ بطيئه حتى لايسمع والديه وقع خطاه.. وتفاجئ عبدالرحمن بعدم وجود والديه في المنزل فأخذ يحدث نفسه قائلاً: لربما قد ذهبا !! سوف أنتظرهما
وكان الظلام قد حل .. ولأنه منهمك فقد نام ولم يشعر بنفسه وعندما نهض قال : أين هما فقام بالصراخ :أمي أبي ..أمي أبي
فذهب للجيران وسأل عنهما فأخبراه بالفاجعة بأن أمه قد أخذها البارئ سبحانه وأبيه في مستشفى للمسنين
فذهب مسرعاً إلى أبيه وهو يبكي لما حل بهما وهو في الخارج لم يدرك بأن السنوات قد مضت
وصل إلى المستشفى وذهب إلى أبيه وقَبــّـلَ يده ورأسه وقال سامحني فإني لم أعلم بما حدث .. وأخذه بالاحضان والأب في كرسي متحرك ولايستطيع الحركة فحزن عبدالرحمن لما حل
بأبيه فقام بحمل أبيه على كتفيه وشريط الماضي في ذهنه ويتذكر كيف كان أبويه يلعبانه ويحملانه فقال الأب: إلى أين تحملني يابني قال: لأرعاك وأحممك واهتم بك يا أبي
فامتلأت عينا الأب بالدموع وأخذ يجهش بالبكاء فقال الابن: مابك يا أبي مالذي يبكيك فقال له: بالفعل ان الجزاء من جنس العمل
فقد كنت أحمل أبي بمثل هذا السن واهتم به عند مرضه وها أتى اليوم الذي تحملني فيه لترعاني
ادعوا الله أن تُرزَق يابُني بالذرية الصالحة وأن يجزيك خيراً على طاعتك وبِرك لنا..
قال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ،،
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))
ما رأيكِ بأن نسميه عبدالرحمن فقالت: أنه من أسماء ما حمد وعبد ومن الأسماء التي يحبها الله سبحانه...
فرجعوا إلى منزلهم مسرورين لما رزقهم الله بعد انتظاراً دام سنواتاً طويلة..وابو عبدالرحمن غمرته سعادة بهذا الولد فقام بتربيته بالتربية الحسنة في ضوء المبادئ الإسلامية...
فكبر عبدالرحمن حتى نطق بأبي وأمي فلم يمتلكهما الفرحه وكبر الابن وأصبح الأب يصطحبه إلى المسجد وإلى المجالس ..
وتمر السنين حتى أصبح الأبن منهمكاً في دراسته وهو الآن في مرحلته الأخيره الا وهي الثانوية العامة فوفروا له كل سبل الراحه والأم تسهر معه وهي تدعوا له بالنجاح والتوفيق
فقال عبدالرحمن لأمه في آخر يوم للامتحانات: أمي هل تعتقدين بأني سأنجح وأرفع رأسيكما وآتي بنسبة رائعه فقالت
له: يا بني تأكد بأنه تعبك لن يذهب هدراً وبما أنك تؤدي فروضك الدينية وتجتهد في الدراسة فلاتخف ياقرة عيني..
وها أتى يوم النتائج فذهب الأبن ليبشر والديه فدخل البيت بقبلتين على رأسيهما كما هو معتاد على تقبيلهما دائماً وقال لهما: إن فرحتي لاتسعني يا أجمل والدين في الدنيا فقد
أخذت النسبة التي تؤهلني لدراسة التخصص الذي أتمناه في الخارج وهذا بفضل الله عز وجل أولاً وبفضلكما ومهما عملت لكما لن أوفي حقكما
والوالدين في فرحة وفي الوقت ذاته الحزن يأسر قلبيهما لابتعاد ابنهما ..فقال الأب: هنيئاً لك يابني فإنك تستحق كل هذا، اذهب وصلي صلاة الشكر لربك واستخير قبل تقديم اوراقك..
وعند ذهاب عبدالرحمن قالت الأم: هل ستسمح له بالذهاب فإن قلبي لايحتمل فراقه..فقال ابو عبدالرحمن: وكيف لنا بأن نمنعه اذا كتب الله له الذهاب للدراسة في الخارج
استعيني بالله يا أم عبدالرحمن فالله معه ونحن بدعائنا له لن نتخلى عن أبننا البار بإذن الله
فجاء يوم السفر وعبدالرحمن كان في قمة السعادة وفي نفس الوقت حزين لترك والديه فهو يحبهما حباً جما ومتعلقٌ بهما كثيراً فودعهما بعدما قد ذرفت الأم تلك الدموع الغالية والأب كذلك..
فذهب الابن إلى الخارج وكان يكلم والديه باستمرار ولايستطيع أن يأتي في الإجازات وذلك بسبب المصاريف
فكان أبو عبدالرحمن وأم عبدالرحمن يدعون لابنهما ليلاً ونهارا حتى مضت السنوات وهما على هذا الحال
وكان الابن في آخر سنة له لم يستطع محادثة والديه لفترة من الزمن فقال في نفسه : سأفاجئ أبي وأمي ولن أخبرهما عن موعد وصولي حتى تكبر الفرحه
فرجع إلى المنزل وهو يمشي بخطواتٍ بطيئه حتى لايسمع والديه وقع خطاه.. وتفاجئ عبدالرحمن بعدم وجود والديه في المنزل فأخذ يحدث نفسه قائلاً: لربما قد ذهبا !! سوف أنتظرهما
وكان الظلام قد حل .. ولأنه منهمك فقد نام ولم يشعر بنفسه وعندما نهض قال : أين هما فقام بالصراخ :أمي أبي ..أمي أبي
فذهب للجيران وسأل عنهما فأخبراه بالفاجعة بأن أمه قد أخذها البارئ سبحانه وأبيه في مستشفى للمسنين
فذهب مسرعاً إلى أبيه وهو يبكي لما حل بهما وهو في الخارج لم يدرك بأن السنوات قد مضت
وصل إلى المستشفى وذهب إلى أبيه وقَبــّـلَ يده ورأسه وقال سامحني فإني لم أعلم بما حدث .. وأخذه بالاحضان والأب في كرسي متحرك ولايستطيع الحركة فحزن عبدالرحمن لما حل
بأبيه فقام بحمل أبيه على كتفيه وشريط الماضي في ذهنه ويتذكر كيف كان أبويه يلعبانه ويحملانه فقال الأب: إلى أين تحملني يابني قال: لأرعاك وأحممك واهتم بك يا أبي
فامتلأت عينا الأب بالدموع وأخذ يجهش بالبكاء فقال الابن: مابك يا أبي مالذي يبكيك فقال له: بالفعل ان الجزاء من جنس العمل
فقد كنت أحمل أبي بمثل هذا السن واهتم به عند مرضه وها أتى اليوم الذي تحملني فيه لترعاني
ادعوا الله أن تُرزَق يابُني بالذرية الصالحة وأن يجزيك خيراً على طاعتك وبِرك لنا..
قال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ،،
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))