أهلا بكم أعضاء ومشرفين ومسسؤلين وزوار منتدى مــافــيــا
هذا هو تقريري الثالث اليكم ؛؛ فبعد ان قدمت لكم تقرير عن نسب إبراهيم عليه الصلاة والسلام و نبذة من سيرة النبي إسحاق عليه السلام
أقدم لكم اليوم سيرة صحابي جليل ؛؛
من خيرة اصحاب رسول الله " صلي الله عليه وسلم "
هو الصحابي الجليل ( عمير بن الحمام ) ؛؛
ان المؤمن لو علم ان الله غفر له ذنباً واحداً لكان جديراً به ان يطير فرحاً بتلك المغفرة ..ولو علم ان الله تقبل منه عملاً – لكان جديراً به ان يطير فرحاً بنعمة القبول .
ولذا كان احد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين يقول : يقول : والله لو اعلم ان الله جل وعلا تقبل مني سجدة واحدة لكنت من اسعد الناس .فقالوا له : ولماذا ؟. فقال : لأنه لو تقبلها مني لعلمت انني من المتقين . اما سمعتم قوله تعالي " انما يتقبل الله من المتقين " .
انني والله اجد قلمي عاجزاً عن وصف هذا الشعور وتلك السعادة التي يشعر بها من يعلم انه من اهل الجنة .
وها نحن نعيش مع صحابي كريم اخبره النبي بأنه من اهل الجنة وهو مازال حيا يجاهد على أرض الشرف والبطولة .
إنه
الصحابي الجليل ( عمير بن الحمام ) ؛؛
- لقد أسلم عمير رضي الله عنه وتربي في رحاب الاسلام وسقي بماء الوحي ؛ فقد كان يسع القرآن، غضاً طرياً من فم الصادق المصدوق ( صلي الله عليه وسلم ) فكان قلبه يطير شوقاً للقاء الله عز وجل وللنعيم المقيم في جنته ودار كرامته التي اعدها الله لعباده الصالحين .
ولطالما سمع عمير رسوله وحبيبه (صلي الله عليه وسلم ) يتلو على سمعه هو واصحابه تلكم الايات التي تتحدث عن الجنة وما فيها من النعيم الذي لا يخطر على قلب بشر . وظل عمير يبحث عن اقرب طريق يوصله الي جنة الرحمن والي رضوانه قبل أي شئ .فكان على موعد مع السعادة الابدية يوم بدر فلقد ساق الله الجنة لعمير في لحظة واحدة .
وما إن سمع عمير رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يقول : " قوموا الي جنة عرضها السموات والارض "
- حتي تذكر تلكم الآيات العذبة الندية التي تتحدث عن الجنة وما فيها ؛ والتي كان يسمعها من الحبيب ( ص ) فتاقت نفسه لأن يكون من اهلها فباع نفسه لله – جل وعلا – وقام بكل صدق واخلاص وتجرد لله – جلا وعلا – ليسطر بدمه على جبين التاريخ سطوراً من النور .
وها نحن نعيش مع هذا المشهد المهيب لوفاة هذا الصحابي الجليل الي جنة الرحمن التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
- فعن انس بن مالك قال : } بعث رسول الله ( ص ) بسيسة عيناً ينظر ما صنعت عير ابي سفيان ؛ فجاء وما في البيت احد غيري وغير رسول الله ؛ ( ص ) قال : فخرج رسول الله ( ص ) فتكلم فقال : " ان لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضراً فليركب معنا " – أي من كان معه دابته – فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانه في علو المدينة ..
فقال : " لا . إلا من كان ظهره حاضراً " .
فانطلق رسول الله ( ص ) واصحابه حتي سبقةا المشركين الي بدر وجاء المشركون ؛
فقال رسول الله ( ص ) : " لا يقدمن احد منكم الي شئ حتي اكون انا دونه "
فدنا المشركون فقال الرسول ( ص) : "قوموا الي جنة عرضها السموات والأرض " قال : يقول عمير ابن الحمام الانصاري : يارسول الله جنة عرضها السموات والأرض ؟ فقال نعم . قال : بخ بخ ،
قال رسول الله ( ص ) : مايحملك على قولك بخ بخ . فقال : لا والله يا رسول الله رجاءةً ان اكون من اهلها . فقال فانك من اهلها .
فاخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال :لئن انا حييت لحين آكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة . قال : فرمي ما معه من تمرات فقاتلهم فقتل .
وهذا فيه دليل قوة يقين الصحابة وصدقهم وتصديقهم للرسول الله ( ص ) ولا يمكن للمسم ان يبذل الدنيا الا وهو مؤمن تمام يقين بالاخرة ؛ فان حب الخطير هو الذي يمحو عن القلب حب الحقير وانما كثرت قصص البذل والتصحية والفداء عند الصحابة الكرام لقوة يقينهم وكمال ايمانهم وزهدهم ولم تتشرف البشرية بدين بعدهم ظهرت فيه هذه الايات البينات والبراهين الساطعات على اليقين والزهد والصدق فرضي الله عنهم اجمعين وجمعنا بهم في عليين مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين ..