سهير الباشا، مصمِّمة شابة بدأت طريقها الناجح من مجرد هواية وحلم قررت بحماسة كبيرة تحويله إلى واقع ملموس، في خلال أعوام بسيطة، لمع اسمها في عالم الأزياء وأصبحت تحصد النجاح مع كل عرض جديد. ترى أن المصمم المتميز هو الذي لا يلتزم بخط محدد من خطوط الموضة، بل يضعها كلها نصب عينيه ويصمم عبرها أي موديل وفق رؤيته الخاصة وطبيعة المرأة التي يصمِّم لها. في حوار مع «الجريدة»، تتحدث الباشا عن تجربتها وجديدها لهذا الموسم.
كيف كانت بداياتك مع عالم الموضة والأزياء؟
منذ طفولتي أعشق الحياكة والألوان. صممت أثناء دراستي الجامعية موديلات عدة، وبعد تخرجي قررت تحويل هذه الهواية إلى مهنة دائمة، لذلك تابعت دورات في فن تصميم الأزياء واختيار الخانات والألوان، وتدربت على يد المصممين الكبار حتى أصبحت لدي القدرة والخبرة، ما أهلني لأفتتح محترفاً خاصاً. حققت النجاح منذ العرض الأول الخاص الذي قدمته، وكانت تلك البداية الحقيقية لاحترافي.
هل اخترتِ منذ بدايتك خطاً معيناً مثل السواريهات أو الكاجوال أو ملابس الأطفال.. إلخ؟
كمصممة أزياء لديّ رصيد كبير من الخبرة والمهارة في تصميم أي خط، لأن المصمم قادر على رسم أي موديل وتنفيذه مهما كان صعباً ومعقداً، صممت كل أنواع الأزياء منذ بدايتي ولاقت نجاحاً كبيراً.
لكن خلت مجموعتك الأخيرة تماماً من ملابس الكاجوال واحتوت على موديلات السواريه وفساتين الزفاف والخطوبة فحسب؟
صحيح، ركزت في العرض الأخير على السواريه وفساتين الزفاف والخطوبة، إلا أنني صممت خلال موسم الصيف الراهن مجموعة من ملابس الكاجوال وملابس الأطفال، وإن كنت لم أضمنها العرض، فلأنه حدِّد بفكرة واحدة. أفضل أن يتناول كل عرض خطاً واضحاً ومحدداً لينال حقه تماماً، بالإضافة إلى أنني قدمت أخيراً بعض ملابس الشاطئ وسأقدمها في عرض خاص قريباً.
لماذا كان الاهتمام الأكبر بفساتين السواريه والزفاف والخطوبة؟
ليس لسبب محدد سوى أنني أردت أن أعطي بعض التميز لموديلات السواريه وفساتين الزفاف، خصوصاً أن فصل الصيف هو أهم المواسم التي تناسبه هذه الموديلات حيث تكثر حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية عموماً.
ما اللون المميز لفساتين الخطوبة هذا الموسم؟
الأصفر سيد الألوان، فهو لون مميز وجديد ولم ينتشر في المواسم السابقة كما هو حاصل هذا العام، شخصياً أحب استخدامه هذا لأني أراه مناسباً لكل الفصول خصوصاً الصيف.
ما هي أبرز ألوان موديلات الصيف عموماً؟
الأصفر، الأحمر، الموف الفاتح والغامق، الرمادي الفاتح، الذهبي، الأسود، البيج، البني، الزيتي، التركواز، الأبيض والأورانج.
هل سبق أن عرضتِ أعمالكِ خارج مصر أو في مهرجانات الموضة العالمية؟
نعم وأكثر من مرة وفي أكثر من عرض ومهرجان للمصممين العرب في المغرب والإمارات العربية المتحدة وتونس، كذلك أنا عضو دائم في مهرجانات الأزياء العربية، وتحصل تصاميمي على ترتيب جيد وسط هذا الكم الكبير من المصممين العرب.
هل التطريز سمة رئيسة في تصاميمكِ كافة؟
عندما أرسم أي موديل لا أتعمد زيادة التطريز عليه، لكنه يأتي مع اكتمال شكل الموديل أمامي، فأحدد بنظرتي ما الذي ينقصه، أي أن التطريز يعتبر بالنسبة إليّ ثانوياً لدى رسم الموديل وأراعي في الوقت نفسه ما إذا كانت الخامة تتحمله أم لا.
من وجهة نظرك كمصممة، مَن الأفضل في تصميم أزياء النساء.. الرجل أم المرأة؟
بصراحة شديدة الرجل هو الأفضل، لديه حاسة داخلية في معرفة ما يلائم كل امرأة سواء من حيث شكل الموديل أو ألوانه. يستطيع ما إن ينظر إلى الخامة، أن يتخيل شكلها على المرأة، وهو عامل مهم من عوامل نجاحه، وأطلق عليه «العين الخبيرة» في تخيل الموديل وتنفيذه، في المقابل لا يمكنني القول إن المصممات ليست لديهن هذه القدرة والحاسة، بالطبع هي متوافرة لكن ليس بالدرجة نفسها الموجودة لدى المصممين الرجال.
مِمَ تستوحين أفكار تصاميمك؟
من كل ما هو جميل من حولي، انجذبت في الفترة الأخيرة إلى الأزياء التراثية العربية ودول الخليج العربي تحديداً، لأنها تروق لي وأرى فيها العراقة والأصالة، ولأنها تعتبر بالفعل مادة خصبة ومتجددة لأي مصمم أزياء يبحث في فنون الثراث القديمة، خصوصاً الطراز المغربي والتونسي والخليجي. سيلاحظ من تابع مجموعتي الأخيرة من فساتين السواريه أنني حرصت على وضع تصاميم ذات طابع مختلف عن أعمالي السابقة.
ما أهم ميزات مصمم الأزياء البارع؟
المتابعة ثم المتابعة، يجب أن يضع نصب عينيه هدفاً محدداً وهو البحث دائماً عن التميز. تؤهله المتابعة للوصول إلى كل جديد في عالم الموضة، لأن مجال تصميم الأزياء، كما هو معروف، ليس ساكناً بل في تغيُّر مستمر بين موسم وآخر، لذا يجب أن يساير هذا التحرك الدائم، لمعرفة كل جديد يطرأ عليه من حيث الموديلات والخامات والألوان، حتى الأكسسوارات الخاصة بكل موديل، يجب أن يكون على دراية كاملة بخاماتها. بالنسبة إلي، أحرص دائماً على حضور مهرجانات الموضة العربية والعالمية للاطلاع على الصرعات الجديدة.
صورة مرفقة