طــارق الـشـناوي
شاهدت فيلمين، كل منهما يتحدث عن المدينة، الأول في مهرجان الدوحة.. «توقيت القاهرة» إخراج «ربي ندا» وهو فيلم أمريكي - كندي مشترك.
الثاني عرض بدمشق «كازانياجرا» إخراج نور الدين الجماري وعنوان هذا الفيلم يحمل سخرية مباشرة، حيث يتم تحوير اسم «كازابلانكا» الدار البيضاء ليحيلها إلي «الدار السوداء»، يقدم الفيلم المدينة كما تبدو علي السطح هادئة ناعمة، تحت هذه النعومة والسكون والدفء تخفي التوحش والقبح، حيث إن تجارة المخدرات والاغتصاب والقتل والدعارة تتحول إلي قانون للحياة ولا تعرف قانونا غيره، التناقض بين النهار والليل، بين قانون الدولة وقانون رجال العصابات الذين يملكون مقاليد الدولة في الليل وينسج المخرج كل ذلك من خلال تيمة إنسانية عن الصداقة التي تجمع بين بطلي الفيلم، حيث اختار المخرج شخصياته من بين هؤلاء الذين يعيشون علي أرض الواقع وأحال واقعية الحياة إلي واقع فني.. لم يمر هذا الفيلم بسهولة في المغرب وكان قد سبق لي أن شاهدته أيضا في مهرجان دبي في الدورة الأخيرة وتعالت الأصوات في المغرب لتؤكد أن المخرج يسيء إلي سمعتها إلا أنه كما يبدو انتصر الصوت الآخر الأكثر عقلانية، وهكذا وجد الفيلم طريقه إلي «دمشق» ليصبح هو والفيلم المصري «واحد صفر» لكاملة أبو ذكري هما أفضل فيلمين عربيين بالمهرجان، وهما فقط من وجهة نظري اللذان يستحقان أن يتنافسا علي جائزة أفضل فيلم عربي وأن يواجها الأفلام الأخري. ملحوظة كتبت هذا الرأي قبل أن تعلن لجنة التحكيم في المسابقة العربية منح جائزة أفضل فيلم للسوري «مرة أخري».
رغم تفوق الفيلمان المصري والمغربي علي صعيد اللغة السينمائية ولكن هذه قصة أخري، ونعود إلي «توقيت القاهرة» والذي كان يبدو خجولاً علي المستوي الفكري والفني ولم تستطع المخرجة أن تقول كل ما تود أن تقوله وكأنها تستخدم مقص رقيب تحتفظ به في رأسها.. فيلم «توقيت القاهرة» والذي تم الاحتفاء به في «الدوحة» حيث كان هو فيلم «الختام» اعتبروه المفاجأة، يقف دائما علي الباب عندما يتناول نظرة الرجل المصري للمرأة لا يتجاوز أكثر من التلميح، عندما ينتقل إلي مشاعر المرأة الأمريكية التي يغيب عنها زوجها، وتتجه بوصلة مشاعرها إلي رجل آخر، يسيطر علي المخرجة أيضا المفهوم الأخلاقي المباشر.
النظرة للإنسان الأمريكي والتي تحمل الكثير من الغضب الشعبي حيث لا يفرق قطاع عريض من المجتمع بين الإدارة الأمريكية والإنسان الأمريكي، كل تلك المواقف كانت تقدمها المخرجة وكأنها قد صنعت بداية دائرة ولم تستطع أن تغلقها، فيلمان يتناولان مدينتان الأول «توقيت القاهرة» مهذب لا يقول أي شيء والثاني «كازانياجرا» يحمل إبداعاً وجرأة فيقول كل شيء ولهذا اعتبرته بعض الأصوات يسيء لسمعة المغرب وهو اتهام كثيراً ما نقرأه ونسمعه ونراه يتردد أيضا في مصر!!
شاهدت فيلمين، كل منهما يتحدث عن المدينة، الأول في مهرجان الدوحة.. «توقيت القاهرة» إخراج «ربي ندا» وهو فيلم أمريكي - كندي مشترك.
الثاني عرض بدمشق «كازانياجرا» إخراج نور الدين الجماري وعنوان هذا الفيلم يحمل سخرية مباشرة، حيث يتم تحوير اسم «كازابلانكا» الدار البيضاء ليحيلها إلي «الدار السوداء»، يقدم الفيلم المدينة كما تبدو علي السطح هادئة ناعمة، تحت هذه النعومة والسكون والدفء تخفي التوحش والقبح، حيث إن تجارة المخدرات والاغتصاب والقتل والدعارة تتحول إلي قانون للحياة ولا تعرف قانونا غيره، التناقض بين النهار والليل، بين قانون الدولة وقانون رجال العصابات الذين يملكون مقاليد الدولة في الليل وينسج المخرج كل ذلك من خلال تيمة إنسانية عن الصداقة التي تجمع بين بطلي الفيلم، حيث اختار المخرج شخصياته من بين هؤلاء الذين يعيشون علي أرض الواقع وأحال واقعية الحياة إلي واقع فني.. لم يمر هذا الفيلم بسهولة في المغرب وكان قد سبق لي أن شاهدته أيضا في مهرجان دبي في الدورة الأخيرة وتعالت الأصوات في المغرب لتؤكد أن المخرج يسيء إلي سمعتها إلا أنه كما يبدو انتصر الصوت الآخر الأكثر عقلانية، وهكذا وجد الفيلم طريقه إلي «دمشق» ليصبح هو والفيلم المصري «واحد صفر» لكاملة أبو ذكري هما أفضل فيلمين عربيين بالمهرجان، وهما فقط من وجهة نظري اللذان يستحقان أن يتنافسا علي جائزة أفضل فيلم عربي وأن يواجها الأفلام الأخري. ملحوظة كتبت هذا الرأي قبل أن تعلن لجنة التحكيم في المسابقة العربية منح جائزة أفضل فيلم للسوري «مرة أخري».
رغم تفوق الفيلمان المصري والمغربي علي صعيد اللغة السينمائية ولكن هذه قصة أخري، ونعود إلي «توقيت القاهرة» والذي كان يبدو خجولاً علي المستوي الفكري والفني ولم تستطع المخرجة أن تقول كل ما تود أن تقوله وكأنها تستخدم مقص رقيب تحتفظ به في رأسها.. فيلم «توقيت القاهرة» والذي تم الاحتفاء به في «الدوحة» حيث كان هو فيلم «الختام» اعتبروه المفاجأة، يقف دائما علي الباب عندما يتناول نظرة الرجل المصري للمرأة لا يتجاوز أكثر من التلميح، عندما ينتقل إلي مشاعر المرأة الأمريكية التي يغيب عنها زوجها، وتتجه بوصلة مشاعرها إلي رجل آخر، يسيطر علي المخرجة أيضا المفهوم الأخلاقي المباشر.
النظرة للإنسان الأمريكي والتي تحمل الكثير من الغضب الشعبي حيث لا يفرق قطاع عريض من المجتمع بين الإدارة الأمريكية والإنسان الأمريكي، كل تلك المواقف كانت تقدمها المخرجة وكأنها قد صنعت بداية دائرة ولم تستطع أن تغلقها، فيلمان يتناولان مدينتان الأول «توقيت القاهرة» مهذب لا يقول أي شيء والثاني «كازانياجرا» يحمل إبداعاً وجرأة فيقول كل شيء ولهذا اعتبرته بعض الأصوات يسيء لسمعة المغرب وهو اتهام كثيراً ما نقرأه ونسمعه ونراه يتردد أيضا في مصر!!