طــارق الشـناوي
لو تتبعت أفلام المسابقات الدولية في كبري المهرجانات العالمية لاكتشفت أن تجربة المخرج الأولي لها نصيب واضح من الأفلام المميزة أحياناً تصل النسبة إلي 25%، وكثيراً ما يحدث عند إعلان الجوائز أن نكتشف أيضاً أن الجائزة آلت إلي المخرجين الجدد الذين تحمل أفكارهم بكارة وطزاجة وتمرداً، المخرج الجديد قد يتفوق علي الكبار، الذين تنافسوا معه ولهذا استشعرت عدم الارتياح وأنا أقرأ علي تترات الفيلم السوري.. «مرة أخري» الذي اشترك في مسابقة مهرجان دمشق والحاصل علي جائزة أفضل فيلم عربي أول إخراج جود سعيد.. حيث تضمنت مقدمات الفيلم إشارة إلي المخرج المخضرم «عبداللطيف عبدالحميد» يسبقه تعبير استشاري فني ودرامي بل تعاون أيضاً.. هل يحتاج المخرج الجديد إلي من يعود إليه وكأنه الأب الروحي يسأله عن زاوية رؤية يريد تقديمها علي شريطه السينمائي؟ لقد حصل مثلاً المخرج البوسني أميركوستاريتسا الذي كرمه مهرجان دمشق علي جائزة أسد فينيسيا الذهبي وسعفة كان الذهبية في عامين متتاليين وهو دون الثلاثين من عمره عن فيلميه الأول والثاني.. الفنان الجديد ينبغي أن يقدم نبضه وأفكاره وأحلامه دون تلك المرجعيات لأن كل فنان ابن المرحلة التي يعيشها، لقد اضطر مثلاً «عبداللطيف عبدالحميد» وهو إحدي علامات الإخراج السينمائي السوري في السنوات العشرين الأخيرة أن يصعد إلي خشبة المسرح قبل عرض الفيلم ليؤكد أنه لم يقدم أي شيء للمخرج باستثناء الهمس بالنصيحة، كان يأخذ بها مرات ويرفضها مرات، بينما عندما تحدث المخرج الشاب علي نفس المسرح كان عليه أن يؤكد أنه استفاد كثيراً من همسات الأستاذ.. أتذكر أن قطاع الإنتاج الدرامي التليفزيوني المصري كان لديه مشروع مماثل قبل بضع سنوات، ورشة للكتابة الدرامية يشرف عليها أسامة أنور عكاشة وأخري للإخراج بإشراف محمد فاضل، وكل منهما يشكل قيمة كبيرة في مجال الدراما التليفزيونية لا يمكن إنكارها، إلا أنني تحفظت علي المبدأ وطالبت بإتاحة الحرية كاملة للمبدع سواء كان كاتباً أو مخرجاً للتعبير عن نفسه بعيداً عن تلك الوصاية الأبوية، المطلوب من الفنان الجديد أن يقفز فوق الأسوار التي سبق أن حددها السابقون ويتخطاها وأن يقتحم أرضاً خصبة لم يسبقه إليها أحد علي مستوي الإبداع، لم أرتح إلي عمل فنان يخرج من عباءة فنان آخر فما بالكم بأن عبداللطيف عبدالحميد كان موجوداً أيضاً في الفيلم باعتباره مشاركاً في التمثيل.
أرتاب أمام تلك الحالة التي نقف فيها في المنتصف.. نصف جرأة وشجاعة وإبداع فلو تصورنا مثلاً أن شاعراً مخضرماً عاد إليه «نزار قباني» ليقرأ أول دواوينه «طفولة نهد» فهل من الممكن أن يسمح له بإصداره.. الإبداع يرفض تلك الوصاية!!
لو تتبعت أفلام المسابقات الدولية في كبري المهرجانات العالمية لاكتشفت أن تجربة المخرج الأولي لها نصيب واضح من الأفلام المميزة أحياناً تصل النسبة إلي 25%، وكثيراً ما يحدث عند إعلان الجوائز أن نكتشف أيضاً أن الجائزة آلت إلي المخرجين الجدد الذين تحمل أفكارهم بكارة وطزاجة وتمرداً، المخرج الجديد قد يتفوق علي الكبار، الذين تنافسوا معه ولهذا استشعرت عدم الارتياح وأنا أقرأ علي تترات الفيلم السوري.. «مرة أخري» الذي اشترك في مسابقة مهرجان دمشق والحاصل علي جائزة أفضل فيلم عربي أول إخراج جود سعيد.. حيث تضمنت مقدمات الفيلم إشارة إلي المخرج المخضرم «عبداللطيف عبدالحميد» يسبقه تعبير استشاري فني ودرامي بل تعاون أيضاً.. هل يحتاج المخرج الجديد إلي من يعود إليه وكأنه الأب الروحي يسأله عن زاوية رؤية يريد تقديمها علي شريطه السينمائي؟ لقد حصل مثلاً المخرج البوسني أميركوستاريتسا الذي كرمه مهرجان دمشق علي جائزة أسد فينيسيا الذهبي وسعفة كان الذهبية في عامين متتاليين وهو دون الثلاثين من عمره عن فيلميه الأول والثاني.. الفنان الجديد ينبغي أن يقدم نبضه وأفكاره وأحلامه دون تلك المرجعيات لأن كل فنان ابن المرحلة التي يعيشها، لقد اضطر مثلاً «عبداللطيف عبدالحميد» وهو إحدي علامات الإخراج السينمائي السوري في السنوات العشرين الأخيرة أن يصعد إلي خشبة المسرح قبل عرض الفيلم ليؤكد أنه لم يقدم أي شيء للمخرج باستثناء الهمس بالنصيحة، كان يأخذ بها مرات ويرفضها مرات، بينما عندما تحدث المخرج الشاب علي نفس المسرح كان عليه أن يؤكد أنه استفاد كثيراً من همسات الأستاذ.. أتذكر أن قطاع الإنتاج الدرامي التليفزيوني المصري كان لديه مشروع مماثل قبل بضع سنوات، ورشة للكتابة الدرامية يشرف عليها أسامة أنور عكاشة وأخري للإخراج بإشراف محمد فاضل، وكل منهما يشكل قيمة كبيرة في مجال الدراما التليفزيونية لا يمكن إنكارها، إلا أنني تحفظت علي المبدأ وطالبت بإتاحة الحرية كاملة للمبدع سواء كان كاتباً أو مخرجاً للتعبير عن نفسه بعيداً عن تلك الوصاية الأبوية، المطلوب من الفنان الجديد أن يقفز فوق الأسوار التي سبق أن حددها السابقون ويتخطاها وأن يقتحم أرضاً خصبة لم يسبقه إليها أحد علي مستوي الإبداع، لم أرتح إلي عمل فنان يخرج من عباءة فنان آخر فما بالكم بأن عبداللطيف عبدالحميد كان موجوداً أيضاً في الفيلم باعتباره مشاركاً في التمثيل.
أرتاب أمام تلك الحالة التي نقف فيها في المنتصف.. نصف جرأة وشجاعة وإبداع فلو تصورنا مثلاً أن شاعراً مخضرماً عاد إليه «نزار قباني» ليقرأ أول دواوينه «طفولة نهد» فهل من الممكن أن يسمح له بإصداره.. الإبداع يرفض تلك الوصاية!!