عادت برامج التوك شو لتفجر قضية إنفلونزا الخنازير من جديد، ولعل أكبر مفاجأة ظهرت على شاشة دريم 2 في برنامج (العاشرة مساء)؛ أن إحدى السيدات المسافرات إلى الحج كشفت من خلال تجربتها الشخصية عدم تطعيم عدد كبير من الذاهبين إلى الحج بالمصل المضاد لإنفلونزا الخنازير، ورغم ذلك يحصلون على الشهادة الصحية التي اشترطتها وزارة الصحة للسفر إلى الخارج.
وبدأت قصة هذه السيدة عندما ذهبت هي وزوجها إلى إحدى الوحدات الصحية بالشرقية للحصول على شهادة تثبت تطعيمها بمصل إنفلونزا الخنازير ولم تحصل عليه، ورغم ذلك حصلت على الشهادة الصحية، وكشفت أيضاً أن المسئولين عن التطعيمات ليسوا أطباء أو متخصصين؛ وإنما معظمهم موظفون عاديون، وأنهم يأخذون هذه الأمصال لبيعها بالأسواق بمبلغ لا يقل عن 500 جنيه.
وهذه القصة تتناقض مع تصريح (محمد توفيق) -المدير التنفيذي لمؤسسة الحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعي- الذي ظهر على قناة الحياة في برنامج (الحياة اليوم)؛ مؤكداً فيه أن مكاتب الصحة بدأت في تطعيم الحجاج بالمجان منذ أن أعلنت وزارة الصحة عن وصول اللقاح، ووُجد أن هناك إقبالا كبيرا من جانبهم وحرصاً على أخذ التطعيم، كما تمت زيادة عدد الأطباء في البعثة وإقامة الندوات حول إمكانية مواجهة الفيروس أثناء أداء مناسك الحج.
أما برنامج (90 دقيقة) في قناة المحور؛ فقد اكتفى بخبر الإفراج عن مدير مستشفى صدر إمبابة الدكتور نبيل الدبركي و5 متهمين آخرين في قضية وفاة الحالة السادسة بإنفلونزا الخنازير (وهي سيدة تبلغ من العمر 23 عاماً)، كما تم إجراء مكالمة هاتفية مع شقيقها إبراهيم الذي حكى معاناة شقيقته بين 3 مستشفيات في ظلام الفجر؛ مشيراً إلى أن حميات إمبابة طلبت منه دفع مبلغ 2000 جنيه، حتى يتم استقبالها، ورد الدبركي بأن المستشفى استقبلت الحالة لمدة 6 أيام بدون أي مقابل في الرعاية المركزة.
وأكد برنامج (بلدنا) على قناة OTV أن عدد إصابات تلاميذ المدارس بإنفلونزا الخنازير وصل إلى 370 حالة؛ بينما قال د.(عادل عبد الغفار) -المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم- خلال مداخلة هاتفية أن هناك إحصاء يوميا بعدد الإصابات، وأن نصف الإصابات لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وأن عدد الإصابات في المدارس الخاصة يتساوى مع عدد الإصابات في المدارس الحكومية، وأن الإصابات تتركز داخل القاهرة الكبرى، فتتصدر محافظة القاهرة ثم حلوان والجيزة والقليوبية و6 أكتوبر، وأن السبب هو كثرة مصادر التلوث مثل عوادم السيارات؛ مما يؤدي إلى كثرة الأمراض الصدرية، وأيضاً نتيجة التزاحم الشديد.
وفي برنامج (القاهرة اليوم) على شبكة (أوربيت) كان الحديث عن وفاة الطفل (مصطفى أيمن عزت)، والذي أعلنت وزارة الصحة أن وفاته لم تكن بإنفلونزا الخنازير؛ فقد أكد أحمد عبد اللطيف -أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهر- أن تقرير وزارة الصحة عن وفاة الطفل مصطفى غير علمي لأنه لم يتبع الإجراءات المعهودة كتشريح الجثة والتحاليل المطلوبة للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة.
وتطرق الحديث إلى طرق الوقاية من الإنفلونزا، فنصح د.(عبد اللطيف) بالغرغرة بماء الملح لقدرته على قتل الفيروسات، ومن جانبها أوضحت (أميرة إدريس) أستاذة طب الأطفال بجامعة القاهرة، أن الأمهات يمكنهن التمييز بين إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الموسمية من خلال درجة حرارة الطفل، فحينما ترتفع درجة حرارة الطفل ويستمر ارتفاعها يومين إلى جانب شعور الطفل بصداع مزمن وآلام حادة بجسمه كله، واحتقان الحلق وآلام بالصدر، من الممكن أن تلجأ الأم إلى إعطاء مخفضات الحرارة الخالية من الأسبرين "كالبارسيتامول" و"البارامول" وأدوية "الأيبوبروفين" لطفلها بالمنزل.
وأشار (عبد الرحمن نجار) -أستاذ علم الأدوية ومدير المركز القومي للسموم- إلى أن "البارسيتامول" آمن، إلا أنه غير فعال في تخفيض درجات الحرارة العالية، منبهاً إلى ضرورة الانتباه إلى إمكانية تعارض الدواء مع دواء أخرى يتناوله مريض إنفلونزا الخنازير، لافتاً إلى أن عدوى الفيروس تنتقل قبل ظهور أعراض المرض.
ونصح (نجار) بتناول الأغذية التي تتوفر بها مضادات الأكسدة كالجزر والجوافة والبرتقال، مشيراً إلى أن مصطلح الإصابة بمرض "فيروسي" تستوجب الراحة في السرير حتى الشفاء.
وفي برنامج (البيت بيتك) على القناة الثانية دارت مواجهة بين د. (حاتم الجبلي) -وزير الصحة- وبين عدد من المنتفعين بالتأمين الصحي، اعترف فيها الوزير أن نظام التأمين عقيم في ريف وصعيد مصر، ووعد بتخفيض الرسوم حتى تصبح رمزية، بعد أن روى المواطنون معاناتهم من الإجراءات الروتينية والتشخيص الخاطئ والأسعار الباهظة.
أما برنامج (الحياة والناس) على قناة الحياة فقد ابتعد عن الشئون الصحية، واستضاف (صدقي خلوصي) -رئيس هيئة قضايا الدولة- الذي أشار إلى حق أي مواطن في رفع أي قضية على الوزير أو رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، وأكد أن هيئة قضايا الدولة هي أقدم جهاز قضائي لأكثر من 135 سنة، وأنها هي الهيئة المنوط بها النظر في القضايا التي يرفعها المواطنون ضد الدولة والحكومة والتي بلغ عددها قرابة المليون و600 ألف قضية، وفجّر مفاجأة بتصريحه أن الحكومة تخسر 60% من القضايا ضدها و40% يُحكم فيها لصالحها، وموضحاً أن أكثر القضايا المرفوعة على وزارة المالية؛ لأن لها أكثر من نشاط مثل الضرائب والجمارك وغيرها من أنشطة؛ بينما لا تقوم هيئة قضايا الدولة بالتدخل في القضايا العسكرية.
عن اليوم السابع