ليه نظرتنا دونيه لبعض الزظائف رغم أهميتها في حياتنا ؟!
"يُعلن المكتب المصري للتوظيف عن حاجته لمديرات منزل لعدد من العائلات طيبة السمع بمرتبات مغرية، ويشترط فيهن حسن المظهر وإجادة اللغة الإنجليزية".
لوت ريهام شفتيها امتعاضاً عقب قراءتها لهذا الإعلان في إحدى الصحف القومية، قبل أن ترفع رأسها من على الصحيفة مخاطبة صديقتها سماح قائلة: أنا أشتغل خدّامة في البيوت، بعد ما اتخرّجت في آداب إنجليش، أدي فرصة لواحدة زي أم هاني دي (جارتهم اللدود) علشان تقول لي الخدّامة راحت الخدّامة جات.. مش ممكن.. دي فضيحة.. استحااااااالة.
"تعلن سفارة دولة الكويت بالقاهرة عن حاجتها لمديرات منزل لعدد من العائلات الكويتية حسنة السمعة وذائعة الصيت براتب شهري مغرٍ، ولكن يشترط فيهن حسن المظهر وإجادتهم للغة الإنجليزية".
ابتسامة مرحة حلّت على وجه ريهام محل التكشيرة التي خلّفها الإعلان السابق على هذا الإعلان، وتناولت الهاتف وتابعت إدخال الأرقام الواردة في الإعلان قبل أن تلحظ الدهشة الموجودة على وجه صديقتها فبددت دهشتها قائلة: ما تبصليش كده.. هنا مديرة منزل ومرتب مغري وعائلة حسنة السمعة... ففغرت سماح فاها وراحت تؤكد لها أن شيئا لم يختلف بين الإعلانين سوى مكان العمل؛ فأشارت لها ريهام بالسكوت كي تتحدث مع مندوب السفارة على الهاتف.
تُواصل -وكيل مساعد الشؤون الإدارية بوزارة التربية- عائشة الروضان، والوفد المرافق لها في القاهرة المقابلات الشخصية مع المتقدمات لوظيفة مساعد منفذ خدمة، لاختيار نحو "400" متقدمة للعمل في المدارس الكويتية. وقالت الروضان في تصريحات خاصة لـ"الراي": "من المقرر أن تستغرق المقابلات الشخصية ثلاثة أسابيع تنتهي في 21 الجاري، وذلك بمقر وزارة القوى العاملة في مدينة نصر"، منوهة إلى أن عدد المتقدمات اللاتي يجرين المقابلات الشخصية يوميا يتراوح بين "30 ـ 40" متقدمة يتم اختيار نحو 60% منهن ممن يجتزن المقابلة.
نقلاً عن جريدة الراي
لا تعليق.. خبرين زي بعض لكن الفرق بينهم المكان، وظيفة في مصر ووظيفة في الكويت، نفس المرتب ونفس المرتب، بس الكويت آه إنما مصر لا.. تبقى فضيحة.. تبقى عيب!!
خلّينا قبل ما نتكلم في أي حاجة نقول الجملة اللي دايما بتتقال في الأفلام والمسلسلات: "الشغل مش عيب طالما شغل شريف". هي جملة مستهلكة صحيح بس مظبوطة جدا.. لكن السؤال اللي بيطرح نفسه هنا (هو حلال عليهم حرام علينا) يعني؟!!
طالما إن البنت قبلت إنها تشتغل مديرة منزل أو عاملة نظافة، رغم إنها مؤهلات عليا واتصرَف عليها شيء وشويات، علشان تكون في النهاية دكتورة ولا مهندسة ولا مدرّسة، ليه ما تقبلش بنفس الوظيفة بنفس الأوضاع لكن هنا في مصر؟ لأن ما فيش أي فرق.. آه ما فيش فرق، ولو مش مصدق نحسبها سوى..
لو هي حسبة فلوس.. تقدر تعرف من خلال مشوار صغير لأي منزل مستأجر لخادمة فيليبينية أو إندونيسية كم دولارا تتقاضاه في الشهر؟ والنتيجة أننا سنتأكد أنه هو هو نفس المبلغ اللي ستحصل عليه هذه الفتاة المصرية من خدمتها في بيوت أو وزارات الكويت.
أما حسبة صاحب العمل فسنجدها أيضا في صالح المصريين، والسبب معروف؛ فأي المستخدمات يفضله صاحب العمل؟.. المصرية ولا الفيليبينية؟.. أكيد المصرية بنت بلده ولغته، واللي أكيد هيآمنها على أولاده أكتر من واحدة غريبة عنه وعن دينه؛ إنما الفتاة اللي هتقبل العمل في الكويت؛ فهي -من الآخر كده- عُرضة لأي شيء، عرضة للإساءة المادية والأدبية؛ صحيح إن المخاطر نفسها موجودة في مصر؛ ولكنها في مصر تستطيع أن تأخذ حقوقها المادية والأدبية.. أما بقى في الكويت.. فلا تعليق!!!
إيه؟.. برضه كلام ما أقدرش أغفله، الحسبة مش كلها حسبة فلوس، الحسبة داخل فيها برستيج هيضيع لمّا الجيران يعرفوا إن فلانة بنت فلان بتشتغل "خدّامة" في البيوت -عذرا في اللفظ بس هي دي الألفاظ اللي هتستخدم- ما حدش هيقول مديرة منزل ولّا baby sitter (جليسة أطفال)، والنتيجة إن البنت ستتحول لعار وفضيحة على نفسها وعلى أهلها؛ إنما في الكويت فما فيش حد يعرف حد، والناس بتنظر لمديرة المنزل بشكل أفضل من الناس في مصر.
طب يعني الحل إيه؟؟ ما هو مش معقول نقبل نشتغل في الكويت مديرات منزل وعاملات نظافة في الوقت اللي فيه سوق العمل في مصر بيستوعب النوع ده من العمالة وبفلوس مماثلة، ويمكن أكتر، بس في نفس الوقت العقلية المصرية لا تحترم النوع ده من العمالة، وبتنظر ليهم نظرة دونية، كما كان ينظر الألمان لسلالتهم على أنها الأرقى "السلالة الآرية"، وباقي خلق الله مجرد طفيليات من الإحسان دهسم وسحقهم ماديا أو نفسيا، رغم إن الأميرة ديانا نفسها كانت جليسة أطفال؛ ومع ذلك تزوجت من ولي العهد البريطاني...
يا ترى.. لو اتعرض عليكِ وظيفة من الوظائف السابقة في البلدين مصر والكويت.. هتختاري إيه وليه؟
ليه نظرتنا دونية لبعض الوظائف رغم أهميتها في حياتنا؟