تفتكر ليه الناس مرتبطه بالفيس بوك للدرجه دي ؟؟!!
يــا جــمــاعه أنـــا مش بــتــكــلم عــن حـــد بـعـينـه أنا بتكلم علي الناس اللي عايشه علي الفيس بوك يعني محدش يقولي مليش دعوه عشان أنا بتكلم عن ظاهره منتشره أوي أوي في مجتمعنا الأيــام دي ..........
تعالوا نــشــوف
في مكان هادئ لا يعكر صفو سكونه سوى صوت مكيف الهواء (الـ Air conditioner يا شباب) تجلس نورا أمام جهاز الكمبيوتر على الإنترنت؛ وتحديدا موقع الفيس بوك، فتبتسم ابتسامة هادئة بسبب دعابة وفاء التي تحادثها عبر الفيس بوك..
نورا: باقول لك إيه.. هو عيد ميلاد خالد إمتى؟
وفاء: مكتوب في البروفايل بتاعه إن عيد ميلاده يوم 24/10/ 1986.. نبقى ندخل على الوول عنده ونعيّد عليه.
نورا: لا لا أنا عن نفسي هاعمل له (تاج) لخاطرة صغيورة كده كتبتها له بمناسبة عيد ميلاده..
وفاء: ولا أقول لك على حاجة أحسن، اقبلي الريكويست بتاعته بتاعة فارم فيلاج علشان رصيده يزيد ويشتري أراضي جديدة.. إنتي عارفاه مجنون باللعبة دي.
نورا: ولا تفتكري نعمل له عيد ميلاده بره، ونكتب الـevent على الفيس، ونشوف مين هيحضر ومين مش هيحضر؟ ولا أحسن نعمل جروب بمناسبة عيد ميلاده ونخلي كل أصحابه يشتركوا فيه؟
وفاء: أووووف أنا نسيت خااالص إن يوم 24 ده مقاطعة عامة للفيس بوك.. يلّا معلش بقى يا خالد، نبقى نبعت لك رسالة على الموبايل وخلاص.
طبعا كل قوم الفيس بوك عرف بشكل أو بآخر إن يوم 24 اللي فات "دا هوّن" كان يوم مقاطعة عامة للموقع، والهدف هو إبلاغ إدارة الموقع الاحتجاج الرسمي لمسلمي الفيس ضد المجموعات المسيئة للإسلام والرسول محمد صلّى الله عليه وسلم وإجبارهم -أيوه والله زي ما باقول لك- على إغلاق هذه المجموعات، حلو الكلام ده.. الله يخليك واللي جاي ده كمان أحلى..
مش عايزين نخوض كتير في قضية المقاطعة هذه لأسباب كتير، أهمها أن الهدف الأساسي لأي مقاطعة هو إحداث ضرر مؤقت بالجهة التي تمّت مقاطعتها بغرض الضغط عليها لتحقيق أهداف ما، وهو ما لم يحدث بأي شكل من الأشكال في هذه المقاطعة "الفيس بوكّية" حيث إننا قد أعطينا سيرفر الموقع إجازة مجانية من عدد مهول من المستخدمين.. لكن على أي حال فالأهم الآن من المقاطعة اللي حصلت للفيس بوك لمدة يوم واحد هي المقاطعة اللي حصلت للمجتمع للأبد.. ونعني..... (سكرول لو سمحت).
من غير لف ولا ودوران ولا كلام إنشاء، خلّونا نعترف إن الفيس بوك أصبح هو دنيتنا الجديدة.. عالم كامل جاهز من مجاميعه، بناسه وأهله، بـ"شاته" ولعبه، بسياسته واقتصاده ورياضته وأخباره، عالم كامل مفتوح على بعضه، الصبح تشترك في جروب لمكافحة الرسوم المسيئة للرسول، وبالليل تسجل حضورك في حفلة محمد منير في الأوبرا، تشوف الرسائل اللي وصلتك من أصحابك، وتعرف التكليفات اللي طلبها دكتور المادة على صفحة الكلية.
كلام جميل، بس قصاد كل ده خليني أسألك كام سؤال: أخبار بابا وماما إيه؟ لسه لمة الغداء معاهم موجودة، وقعدة الفارانده بعد العشاء بكوباية الشاي بلبن الموعودة؟.. كل ده راح فين؟ موجود ولا استبدل بالفارم فيلاج والبيت سوسايتي؟ الاحتجاجات والمظاهرات لسه في الشارع ولا أصبحت رقمية الهوية على شاشة صغيرة؟، مشاعر الحب والهدايا لسه عايشة ولا إيموشنز القلوب والجيفتس أصبحت هي الأساس؟، يا ترى انتهى الوقت اللي كنا بنتكلم فيه عن دفء الأسرة والـnormal society وأصبح الأساس هو "يا ترى أنا أكّلت القطة بتاعتي على الفيس بوك ولا لا؟!!!!".
من غير شك هتقول لي دلوقتي: وإيه يعني لو قعدت على الفيس بوك أتكلم مع أصحابي وزمايلي في الجامعة وأعمل صداقات جديدة، الفيس بوك بيساعدني على ده من غير ما أتحرك ولا أبذل مجهود ولا أكون مضطر أروح لده في عيد ميلاده، وأعزي ده في موت جده.. الحياة بقت سريعة ولازم لها وسيلة سريعة زي الفيس بوك، ولّا إيه؟!
وأكيد دلوقتي حالا واحد تاني هيدخل في الخط، ويقول: الفيس بوك وسيلة دعاية كويسة جدا لكتاب أو فرقة جديدة أو حتى فكرة، أو حتى واحد نِفسه يبقى مشهور ومش عارف أهو يعمل جروب ويبقى مشهور بين أصحابه وزمايل الجامعة، ومن ناحية تانية وسيلة سهلة علشان أقول رأيي بحرية على الأحداث اللي بتحصل كل يوم من غير ما أحتاج لا جريدة ولا مجلة.. هي بس كم كلمة على كم تعليق يؤدوا الغرض والسلام.
ومش معقول البنات مش هيتكلموا ويقولوا إن سوق الجواز بقى حاله واقف، والبنات مش لاقية عرسان آهي تبقى وسيلة للتعارف مادام إحنا قاعدين في البيت محلك سر بعد ما اتخرجنا.. ويا بخت الفيس بوك اللي يوفّق رأسين في الحلال، آهو ياخد ثواب!!
ولا ده مجرد ولا بحاجة جديدة، وخصوصا إنها جاية من بره وإحنا كل حاجة عندنا جاية من بره أصبحت تستحق الاهتمام لغاية ما عملت عندنا عقدة اسمها عقدة الخواجة.. واللي كل شوية بتتعقد أكتر لغاية ما بقت محتاجة كونسولتو نفسي من بره برضه علشان الدكاترة عندنا مش قوي.. شفت عقدة الخواجة جت تاني.. مش مهم عدّيها.
ومع كل ذلك، الأسباب ما خلصتش وهتلاقي واحد يقول لك أنا متجوز أو متجوزة، وباشتغل ده أنا كمان مش لاقي وقت للنوم ومع ذلك بادخل على الفيس بوك.. تفتكر ليه، بس أخونا مش واخد باله من شغله وبينتقم من صاحب الشغل اللي قارفه فمبلّط على الفيس بوك وبيهدر وقت العمل واللي مش عاجبه بقى.. وطبعا مبسوط إنه بيكلم ستات غير مراته من غير ما تعرف وتظبطه وما فيش حاجة اسمها خيانة الفيس بوك!! والنتيجة خراب بيوت.. إيه مش مصدّق؟!!
ما سمعتش عن السيدة التي طلبت الطلاق من زوجها الذي أخبرها أنه مسافر في رحلة عمل واكتشفت أنه كان بيقضي الإجازة بشرم الشيخ بصحبة صديقه وعدد من الفتيات، ورأت تلك الصور مصادفة على البروفايل الخاص بصديقه!!!.
بس إيه الحل... وقبل الحل شايف النتيجة.. نتيجة التبليط على الفيس بوك طول النهار والليل فيما عدا ساعات النوم؟
هتقول إنت.. ولا نقول إحنا.. نقول إحنا وإنت برضه..
ولا فكرة الجلوس على الفيس بوك أثناء وقت العمل حرام شرعا.. وده طبعا مش كلامنا ده كلام المفتي خصوصا لما قال: "النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"؛ وبما أن العمل عبارة عن عقد ما بين طرفين: صاحب العمل سواء كانت الحكومة أو صاحب الشركة أو أي جهة، والعامل في مقابل أجر؛ فقد باع العامل وقته، وإذا كان العامل بيشتغل 8 ساعات فهو بياخد أجر الثماني ساعات؛ فلازم يشتغل الثماني ساعات بما يُرضي الله وعلى الأوضاع العادية، ولما أضيّع منهم ساعة واتنين وتلاتة؛ خاصة إن الإنترنت والكمبيوتر ممكن يعمل إدمان، وممكن يسلب إرادة الإنسان، وممكن يخليه مش حاسس بالوقت، وممكن لما يتداخل الإنسان مع النت فإنه ينسحب الوقت ويمضي دون أن يشعر به؛ فإن ذلك حرام شرعا.
ولذلك يبقى هنا نوع من أنواع أنه أخذ حق غيره، أو أنه استعمل دقائق وساعات هو واخد ثمنها، ولذلك فإن هذا الأسلوب وهذا السلوك حرام وخطأ ويؤثر في أمانة الإنسان ويؤثر في مصداقيته وفي شفافيته"..
شفت يعني أصلا مش من حقك تستخدمه للترفيه في وقت الشغل..
وقس بقى على كده تأثيره على حاجات تانية أهمها علاقاتك الإنسانية بالآخرين اللي اختصرتها في كلمتين تعزية ووردة أون لاين.. والنتيجة إحساس زائف بأنك أرضيت ضميرك وعملت اللي عليك..
إحنا كلامنا خلص لغاية هنا.. لكن ده دورك دلوقتي تقول لنا:
بما إننا من أكثر المؤمنين بنظرية كل ما يأتي من الغرب "ضلال" فإيه وضع الفيس بوك؟!!
تفتكر إحنا ليه مرتبطين بالفيس بوك للدرجة دي؟
هل الفيس بوك أثر على حياتك بالسلب.. ولو بالإيجاب؟ برضه قول
وانطلق..